صدمة رسوم ترامب تواصل التأثير على سوق الأسهم وترقب لأرباح الكبار

شهدت الأسواق المالية العالمية تراجعًا حادًا في الأيام الأخيرة، مع استمرار هبوط الأسهم وسط تصاعد المخاوف من تداعيات الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة، واحتمالات اندلاع حرب تجارية عالمية، وفقًا لما نقلته شبكة “سي بي إس نيوز” الأمريكية.

صدمة الأسواق بعد قرارات ترامب

حذّر جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، من أن الرسوم الجمركية التي تشمل 10% على جميع الواردات الأمريكية، بالإضافة إلى رسوم متبادلة تستهدف نحو 90 دولة، قد تلحق ضررًا كبيرًا بالاقتصاد الأمريكي والعالمي.

وقال باول في خطاب ألقاه في أرلينغتون، بولاية فرجينيا: “رغم استمرار حالة عدم اليقين، أصبح من الواضح أن الرسوم الجمركية ستفوق التوقعات، ومن المرجح أن تؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي”.

اقرأ أيضاً: كيف تحاول الشركات الإفلات من الرسوم الجمركية المرتفعة لترامب؟

تراجع أسهم التكنولوجيا بفعل تصعيد الصين

تأثرت أسهم قطاع التكنولوجيا بشكل كبير، مع تصاعد المخاوف من تأثير الرسوم على الصين، إضافة إلى التدابير المضادة التي أعلنتها بكين والتي قد تُلحق ضررًا بالغًا بقطاع التكنولوجيا الفائقة في الولايات المتحدة.
وقال دان إيفز، المحلل في شركة “ودبوش سيكيورتيز”: “من الصعب وصف التأثير الاقتصادي السلبي لهذه الرسوم، والتي قد تُعيد قطاع التكنولوجيا الأمريكي عقدًا إلى الوراء في الوقت الذي تتقدم فيه الصين بخطى سريعة”.

الركود يلوح في الأفق خلال 2025

في مذكرة للعملاء، حذّرت سوليتا مارسيلي، كبيرة مسؤولي الاستثمار في الأمريكيتين لدى UBS لإدارة الثروات العالمية، من احتمال دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود خلال 2025، إذا لم تُخفف إدارة ترامب من حدة الرسوم الجمركية خلال الأشهر المقبلة.
وكتبت مارسيلي: “في الأجل القريب، نعتقد أن معدلات الرسوم الجمركية الفعلية قد تكون أعلى، وإذا لم يتخذ ترامب خطوات فورية لتقليصها خلال الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة، فقد نشهد ركودًا اقتصاديًا واسعًا وهبوطًا حادًا في أسواق الأسهم الأمريكية”.
اقرأ أيضاً: هل ينهار سعر الذهب بعد قرارات الإدارة الأمريكية الأخيرة؟

أكبر انخفاض للأسواق منذ مارس 2020

شهدت المؤشرات الأمريكية ما وصفه الخبراء بـ”السقوط الحر”، حيث سجل مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وناسداك أكبر انخفاض لهما في يومين منذ مارس 2020، في بداية أزمة كورونا. وقد تسبب ذلك في محو تريليونات الدولارات من ثروات المستثمرين.
ووفقًا لـآدم تورنكويست، كبير الاستراتيجيين الفنيين في مؤسسة “إل بي إل فاينانشيال”: “انخفاضات الأسواق بهذا الحجم ليست غير مألوفة في وول ستريت، فقد تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 4% في يوم واحد 38 مرة خلال الـ25 عامًا الماضية”.

توقعات سلبية لنمو الاقتصاد الأمريكي

خفض خبراء الاقتصاد توقعاتهم لنمو الاقتصاد الأمريكي في 2025، في ظل توسّع قائمة الدول التي فرضت عليها الولايات المتحدة رسومًا جمركية. ويرى المحللون أن هذه السياسات ستُسهم في رفع معدلات التضخم، ما يؤدي إلى تراجع إنفاق المستهلكين الذي يمثل أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي الأمريكي.
وقال ديفيد ليفكويتز، رئيس قسم الأسهم الأمريكية في UBS: “من المرجح أن يُخفض مسؤولو التجارة الأمريكيون الرسوم في نهاية المطاف خلال المفاوضات، لكن هذه العملية ستستغرق وقتًا، وبالتالي لا نتوقع تراجعًا سريعًا في الرسوم، ما يدفعنا إلى خفض توقعات نمو الاقتصاد الأمريكي إلى أقل من 1% هذا العام”.

بيانات على رادار الأسواق هذا الأسبوع

يراقب المستثمرون باهتمام بيانات التضخم لشهر مارس وتقارير أرباح البنوك الكبرى هذا الأسبوع، بحثًا عن مؤشرات على اتجاه الأسعار والوضع الاقتصادي، خاصة في ظل إعلان ترامب الأخير حول الرسوم الجمركية، المتوقع دخوله حيز التنفيذ يوم الأربعاء.
من جانبها، أعلنت الصين عن رسوم جمركية انتقامية بنسبة 34%، من المقرر تنفيذها يوم الخميس.
ومن بين قائمة المؤسسات التي تُعلن أرباحها هذا الأسبوع بنك “جي بي مورجان تشيس”، و”ويلز فارجو”، و”بلاك روك”، و”دلتا إيرلاينز”، و”كارماكس”.
ومن المنتظر أن تُصدر محاضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي خلال الأسبوع، ما سيُوفر نظرة أشمل حول السياسة النقدية واتجاه أسعار الفائدة، وسط مراقبة دقيقة لمؤشرات ثقة المستهلك ومستويات الائتمان.
ويتوقع خبراء في ويلز فارجو أن يظل مؤشر أسعار المستهلك (CPI) دون تغيير في مارس، في حين سيُصدر مؤشر أسعار المنتجين (PPI) يوم الجمعة، ما قد يوفّر أدلة إضافية حول اتجاه التضخم وأسعار السلع بالجملة.

موسم أرباح الربع الأول

من المتوقع أيضاً أن يُطلق جي بي مورجان تشيس موسم إعلان أرباح البنوك الأمريكية يوم الجمعة، بعد أن سجّل نتائج قوية في الربع الأخير، مما يجعله تحت المجهر في ظل تقلبات الأسواق الحالية.