الأسهم العالمية.. التفاؤل بخفض الفائدة يصطدم بمخاوف التصحيح الحاد

ينتظر المتداولون في سوق الأسهم عددًا من الإشارات المهمة خلال شهر ديسمبر، بداية من أرباح شركات الذكاء الاصطناعي، مرورًا بالتأكد من استقرار سوق الأوراق المالية الأمريكية، وانتهاءًا بإعلان أسعار الفائدة في أمريكا وبريطانيا وأوروبا.

خفض الفائدة يرفع المعنويات

انتعشت الأسهم العالمية في الأسبوع الأخير من نوفمبر معوضة أكبر تراجع لها منذ أبريل، مدعومةً بقناعة راسخة بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) سيخفض أسعار الفائدة في ديسمبر. إلا أن بعض الأسهم القيادية في السوق ظلت متقلبة.

ومن المتوقع أن ينهي مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” عام 2025 بمكاسب تصل إلى بنحو 16%، إذ يُصنف شهر ديسمبر بأنه ثالث أفضل شهر أداءً للمؤشر، بمتوسط مكاسب بلغ 1.43% منذ عام 1950، وفقًا لتقويم متداولي الأسهم.

وفي أوروبا تمكن مؤشر “ستوكس 600” الأوروبي من الحفاظ على مكاسبه، مما جعل شهر نوفمبر هو الشهر الإيجابي الخامس على التوالي، ومن المتوقع أن تحافظ الأسهم الأوروبية على هذا الزخم، رغم أن الأسواق لا ترى أي فرصة لمزيد من خفض الفائدة من جانب البنك المركزي الأوروبي.
وفي بريطانيا ربما يجد المتداولون في السوق البريطانية سببًا للاحتفال هذا العام، حيث تتوقع الأسواق احتمالات بنسبة 90% بأن يقوم بنك إنجلترا (البنك المركزي) بخفض أسعار الفائدة في ديسمبر.

مخاطر مرتقبة

رغم التفاؤل الذي خقله الأداء القوي وتوقعات خفض الفائدة، فثمة قوى أخرى تدفع المستثمرين إلى توخي الحذر، ومنها التحذيرات المستمرة إزاء وتيرة الإنفاق على بنية الذكاء الاصطناعي، والانخفاض المستمر في سوق العملات الرقمية.
وحذر البنك المركزي الأوروبي من أن تقييمات شركات التكنولوجيا الأمريكية مبالغ فيها، مشيرًا إلى أن “التصحيحات السعرية الحادة المترابطة” تُعد خطرًا رئيسيًا على الأسهم التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
تشكل العملات المشفرة أيضًا عائقًا في الشهر الأخير من العام. ويتوقع المحللون استمرار انخفاض عملة البيتكوين مع قيام المستثمرين الجدد وصناديق الاستثمار المتداولة بالتخلي عن الأصول الرقمية.